صـحـيــح, لكن البعض يقول أنه إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب...
لا سيما إذا كنا نعتصر حزنا ً على ما يجري في بلد يختلط فيه الشموخ و الإباء بالفتنة و الدماء. . .
أنا أتعاطف مع المتظاهرين السورييين وأولائك التابعين للمعارضة الذين هم من المواطنين المدنيين المهمشين الذين يطالبون بكل بساطة أن يكبر أولادهم في سوريا جديدة، سوريا تبني لهم مستقبل مشرق بعيد عن عقود من حكم البعث و استحواذ آل الأسد.
ومع ذلك، عند اللجوء إلى بعض القنوات الفضائية, أو التسجيلات المرئية و المسموعة في بعض البلدان العربية، أدرك أن تردد الأقليات في مساندة الثورة السورية, برغم تعاطفهم معها, سببه هو لغة الشحن و التنكيل الموجهة ضد كل من لا ينتمي إلى للتيار السلفي المتطرف .
كيف يمكن أن تتعاطف الأقليات بشكل يدعم نشاط الانتفاضة السورية على الوضع الراهن عندما يكون الخطاب السائد بين المناهضين لنظام البعث في البلدان العربية هو خطاب ُ تعبوي ُ طائفي؟
وأتساءل كيف يمكن أن نتوقع منهم أن يلجأوا إلى انسانيتهم بينما يسمعون و يقرأون و يشاهدون دعوات خطباء منابر دينية و اعلامية تتمحور حول نزع الشرعية المطلقة عن وجودهم في الوطن العربي والسخرية من معتقداتهم، و نشر الأكاذيب عن انتمائاتهم الفكرية و الشائعات عن ولائاتهم السياسية و مواقفهم من مجريات الأحداث؟
كيف يمكن للأقليات أن تسير على خطى أولئك الذين يدعون الى محوهم من هذا الوجود؟
فليس من الغريب أن تستفز هذه العصبية الطائفية المروَج لها من قبل السلفية الجهادية تحزبا ً طائفياً مضاداً من سائر الأقليات.
وعلى الرغم من هيمنة الخطاب الطائفي على جدليات مؤيدي الثورة السورية في الكثير من البلدان العربية، فأنا أدرك أن هذه الدعاية ما هي إلا دعوات سلفية جهادية متطرفة. و هي لا تعبر عن فئات مهمشة من الشعب السوري خرجت عن صمتها لتطالب بالعيش الكريم و تتحدى الهيمنة البعثية على مقاليد الحكم في بلادهم.
لهذا السبب فأنني (على الرغم من قلقي الشديد و اختلافي مع مطالب المعارضين) لطالما كنت متعاطفا مع فئات المجمتمع السوري التي تحركت سلميا للمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد, و لم أرضى أبدا بأي احتقار في حق أولئك الجواعى و الكادحين الذين شاهدت بعضا من ملامح حياتهم التي يأسى لها القلب, لا سيما حينما تراها تناقض شعارات النظام الذي ما تلبث ان تمشي في شارع, إلا و رأيت صوراً تمثله سواء كانت أيقونات لبشار أو حتى تماثيل لأبيه.
لقد كنت دائما من أشد المؤمنين بحق الإنسان في حرية التعبير, لا سيما في المطالبة بالتغيير, فما بالك إذا كان يواجه ذلك الإنسان بالقمع و الوحشية . . .
شتان بين ما يحصل في سوريا من تراجيديا مؤلمة و ضجيج و فوضى مضادة و ما يحصل في باقي الوطن العربي, لكني لا أستثني قطرا من هذا الوطن. بل سوف أستمر في دعم حق التظاهر السلمي في كل أرجاء الوطن العربي، سواء كان المناهضون للنظام عدة ملايين أو بضعة مئات فقط.
و يا أسفي على من باع إنسانيته, و فقد نخوته العربية, و تجاهل دماء المئات (أو الآلاف) من الشهداء في أي بقعة من هذا الوطن العربي , من المحيط إلى الخليج, من أجل الانتصار إلى طائفة أو نظام أو منطقة أو حزب . . .
وأتوجه إليه قائلاً م بأن الذي يشمت اليوم, سيشمت به الغير غدا ً
وبعيدا عن التشرذم و الانقسام, أدعو الجميع كي نتضرع سويا ً إلى الله , جلَ و علا , الذي سخر لنا هذا الشرق, منبع الحضارة و أرض الأنبياء, و منشأ الديانات السماوية, بأن يحفظه لنا جميعا ً من كل سوء و أن يهدينا لنعلي كلمته . . . فنحن اجتمعنا على الإيمان بالله و ان اختلفنا في طرق العبادة.
فوحدها الصلاة و الدعاء هو الذي يبعثر الشقاء و يطهر القلوب و يبعث السكينة في نفوسنا
و عندها سنعلن لتلك الدول التي تتصارع على إغواء الشعوب العربية للسقوط في براثن الحقد الطائفي أو مخادع العهر الصهيوإمبريالي, أنهم خاسرون لأن الشعوب العربية لها من التاريخ و الأصالة و الإرث الحضاري, و فوق كل ذلك الإيمان و المحبة و التضامن, الذي يحصنهم من الانهماك في الذل و الهوان.
ليس فقط الأقليات المؤيدين للقيادة السورية الحالية بل معظم الشعب السوري. أشعب السوري يختلف عن بقية الدول العربية الاخرى في نواحي كثيرة حيث انه بقي مستقلا عن سيطرة الغرب و هذا لا يعني انه لا يحتاج الى تغير جذري و التخلص من سيطرت الحزب المقيت، حزب البعث، و اشراك بقية القوى الاخرى و اختيار ممثليهم بحرية تامة فذالك من ابسط حقوق الانسان التي يجب المطالبة بها و الحصول عليها في اقرب وقت. لأكن هذا لا يعني تاييد التدخل الخارجي و تسليح القوى الظلامية في المجتمع من قبل العتاة من اعداء الامة من الدول الغربية التي لا يعنيها احترام حقوق النسانيس في عالمنا العربي و الاسلامي. فها هي حقوق الانسان في دولنا الحليفة للغرب تهدر والفساد يستشري و حكومات الغرب تساند بكل قواها هذه الأنظمة المستبدة. اما ما يدعو الغرب و حلفائه لتحطيم الدولة السورية فلان هذه الدولة و قلت بكل حزم مع المقاومة وافشلت خططهم للسيطرة الكاملة على النطقة. فالغرب الخبيث و حيث انه لا يستطيع في الوقت الراهن ان يشن حربا اخرى في المنطقة و بالأخص بعد انسحابه الذليل من العراق فليحرض قوى الظلام الطائفية الحاقدة و المرتزقة المتربصين للدولة السورية للانقضاض عليها دون ان وتكلفوا اي خسارة. لأكن هل الدولة السورية سوف تستسلم بهذه البساطة. التاريخ الحديث لهذه المنطقة ينبئ انهم سيفضلون.
ReplyDeleteارجو ملاحظة الأخطاء المطبعية التالية: الشعب في السطر الاول. حقوق الانسان في السطر الخامس. وقفت بدل وقلت في السطر السابع. وتكلفوا بدل وتكلفوا. و أخيرا سيهزمون بدل سيفضلون.
ReplyDeleteمدونتك الاولى رائعة و موضوعك في الصميم ، رؤيتك واضحة و نبيلة تحمل من الاخلاق جوهره و هو الانسانية .... الطائفية تنجح لان بيئة النجاح متوفرة و النفوس مشحونة بشكل تراكمي من يمارسون السلطة يعرفون عيوب رعيتهم و اماكن الضعف التي تستهدفها مدروسة و ذكية انظر اوضاع الاقليات في البلدان العربية و الاسلامية ايضا انظر كيف يكون التاريخ بكل تعقيداته حاضرا في المشهد انني مثلك اتمنى العدل لكل البشر بالتساوي و لكن العدل يتحقق في المجتمعات التي تمارس العدل كمبدا حياة حيث السلوك الاخلاقي العادل يمتد من البيت الى الشارع و الى بيئة العمل و من ثم يصبح متاصلا في سلوك البشر و اينما و جدت الاخلاق وجد العدل ان عالمنا يعج في حقل الاختلالات الكبير فهو معقد من كل ابداع جديد حتى لو كان جوهر هذا الابداع يحمل من الاخلاق ما يغني و يثري لا املك الا ان اقول متى تكون البصيرة بالقلب لينجو الانسان من خديعة حواسة الخمس ...... شكرا لك على مساهمتك الرائعة
ReplyDeleteشادية البيات